ليس معقولاً أن يتحول الطبيب الشرعى على يد النجمة يسرا إلى وزارة داخلية ومكتب نائب عام فى الوقت نفسه، مسلسل «بالشمع الأحمر» فضلاً عن أنه مسلسل ممل فهو مسلسل لا يعرف عن عالم الطب الشرعى إلا مثل ما أعرفه أنا عن اللغة الصينية!، فالطبيب الشرعى ليس مخبراً أو ضابط مباحث حتى يفتش فى الشقة عن دليل إدانة، وهو ليس وكيل نيابة حتى يستجوب المتهمين، وهو ليس وزارة شؤون اجتماعية حتى يعطف أو يتعاطف مع هذا أو ذاك، إنه من ضمن الأجهزة المساعدة للقضاء، وعليه أن يكتب تقريراً فنياً فقط، وليس من مهامه أن يصبح جيمس بوند أو كرومبو!.

ظلم مسلسل «أهل كايرو» بعرضه فى هوجة رمضان، فهو مسلسل بوليسى نسجه بلال فضل بمهارة وضبط خيوطه الدرامية بمنتهى الحساسية والمزاج، وجسد خالد الصاوى دور البطولة فيه بخفة دم وذكاء ولياقة فنية عالية، وأخرجه محمد على بحرفية ورشاقة، تمنيت أن يكون المسلسل ١٥ حلقة حتى يكون الإيقاع أسرع والزوائد التى تثقل كاهل العمل أقل، فالمسلسل كان من الممكن أن يكون فيلماً سينمائياً بديعاً، ولو كان قد عرض خارج أوبن بوفيه خريطة رمضان لكان تذوقه أفضل وهضمه أسهل، لكنه فى النهاية عمل ممتع ومتميز.

إياد نصار فى مسلسل الجماعة انتزع روح الشخصية لا مظهرها الخارجى فقط، نطق سليم للغة العربية، ابتسامة هادئة واثقة تصل أحياناً لدرجة الخبث وأحياناً أخرى لدرجة الصوفية، تمكن بارع من ضبط درجة الإحساس، فلا يبالغ ولا يستهين فى انفعالاته، رشاقة جسد ورشاقة أداء، نظرة عين تغنى عن مونولوجات بالصفحات وتترجم مشاعر وانفعالات، اختيار فى غاية التوفيق صعد بالمسلسل إلى القمة.

مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» مسلسل مسلوق كتابة وتمثيلاً وإخراجاً، تعبيرات وجه غادة عبدالرازق فيها افتعال واستظراف ومبالغة، حسن يوسف فقد للأسف لياقته الفنية وخفة دمه الشقية القديمة، الأحداث ميلودرامية فجة مفتقدة للمنطق، محاولة فاشلة لتقليد «الحاج متولى»، لم يضع الكاتب فى اعتباره اختلاف الخط الدرامى بين قصة الزوج الشرقى المزواج والزوجة الشرقية المزواجة، القصة الأولى من الممكن أن تثير الكوميديا، أما القصة الثانية فتثير الاشمئزاز!.

ليلى علوى أذكى ممثلات جيلها، واختيارها لمسلسلات الخمس عشرة حلقة اختيار يعبر عن هذا الذكاء، واختيار كتاب مختلفين بذائقة ومزاج عصرى مثل د. محمد رفعت وحازم الحديدى ومخرجين أصحاب اتجاهات جديدة مثل سميح النقاش وهالة خليل اختيار موفق، أداؤها فى مسلسل «كابتن عفت» سلس لا افتعال فيه، وظفت جمالها الهادئ دون استعراض أو استفزاز داخل حدود الدور، يعيب حوار المسلسل أحياناً أنه فوق مستوى الشخصيات التى تتحدث به.